تنازل السلطان مراد الثاني عن الحكم لابنه محمد (الفاتح) وعمره 14 عام
من اجل الابتعاد عن هموم ولزهده عن الدنيا والحكم, فطمع الأروبيون وشكلوا تحالفا كبيرًا لمهاجمة الدولة العثمانية
كان اول من نقض المعاهدة هو الكاردينال "جيسارينى" ممثل البابوية وقام بالضغط على ملك "بولونيا" و"المجر" للأخلال بالمعاهدة, وبالفعل تشكل التحالف الأوروبي الصليبي.
فكتب السلطان الفاتح إلى والده يطلب منه العودة ليتربع على عرش السلطنة تحسبًا لوقوع المعركة مع المجر، إلا أن مراد رفض هذا الطلب. فرد محمد الثاني الفاتح :
«إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورياسة دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني آمرك بقيادة الجيش».
فما كان من السلطان مراد الا أن عاد وأعد جيشه للقاء تلك الحملة الصليبية والتقى بهذه الحملة في مدينة فارنا على شاطئ البحر الأسود
المكان: فارنا - شرق بلغاريا
الزمان: 27 رجب 848 هـ (10 نوفمبر 1444م)
جيش المسلمين:
الدولة العثمانية بقيادة السلطان مراد الثاني في 25 ألف مجاهد
جيش الكفار:
تحالف كلا من
مملكة بولندا - مملكة المجر - مملكة كرواتيا - بوهيميا - دوقية ليتوانيا - صربية - والاشيا -إمارة مولدافيا - المتمردون البلغاريون - الإمبراطورية الرومانية - الدولة البابوية - فرسان التيتونيك .... في 30 ألف جندي بقيادة لاديسلاو الثالث ملك بولندا والمجر, وجون هونداي وميركيا الثاني (أخو فلاد دراكولا) وفروزهين قيصر بلغاريا وبابا الفاتيكان إيجين الثاني
تحركت هذه الحشود الضخمة نحو الدولة العثمانية، ونزلت إلى ساحل البحر الأسود واقتربت من "فارنا" البلغارية الواقعة على ساحل البحر .. ليجدوا أن السلطان العثمانية قد عبر قناة الدردنيل بالفعل .
ونشبت المعركة بين الجيشين وكانت عنيفة حامية وقد وضع السلطان مراد المعاهدة التي نقضها أعداؤه على راس رمح ليشهدهم ويشهد الأرض والسماء على الغدر والعدوان وليزيد حماس جنده.
واقتتل الفريقان, ودارت معركة رهيبة كاد يكون فيها النصر للنصارى نتيجة حميتهم الدينية وحماسهم الزائد, إلا إن تلك الحمية والحماس الزائد اصطدم بالروح الجهادية للجيش الإسلامي, وظهرت بوادر الهزيمة للجيش الصليبي
لم يجد الملك البولندي والقائد العام للجيش الصليبي بد إلا من الدخول للمعركة, بل ومهاجمة السلطان مراد نفسه ... برز السلطان مراد الثاني بنفسه واستطاع أن يطعن لاديسلاو برمحه طعنة قوية ألقته من على جواده مجروحًا فأسرع بعض المجاهدين وجزوا رأسه ورفعوه على رمح مهللين مكبرين وفرحين وصاح احد المجاهدين في العدو: أيها الكفار هذا راس ملككم.
وكان لذلك المنظر اثر شديد على جموع النصارى, فاستحوذ عليهم الفزع والهلع, فحمل عليهم المسلمون حملة قوية, بددت شملهم وهزموهم شر هزيمة, وولى النصارى مدبرين بقيادة هونيادي وخلف وراءه حوالي 15 ألف جثة لمقاتليه في ارض المعركة.
ليست هناك تعليقات :